الفصل الثاني من قصة حمان****** تاجر المخدرات


 

بعد أن ترعرع في الحرمان ، والتسكّع من مكان إلى مكان ، أخيراً جاد عليه الزمان.
تاجر حمّان  في كل صنوف المحرمات ، كسب منها الألوفات ، صار عضوا في أخطر المنظمات ، و الويل كل الويل لمن عارضه جزاؤه الممات . يمسحه من فوق الأرض.
أصبح لحمّان أتباع ، يطيعونه كالضباع ، أغلبهم من الرّعاع حياتهم ضياع في ضياع.
اليوم حمّان إسم مشهور مكتوب بالبند العريض على المقاهي و المطاعم و الحانات و العمارات و الشركات و كل صنوف العقارات السّيد حمّان صار من الذوات شأنه شأن كثير من المستثمرين الذين نجهل مصدر ثروتهم و الذين بين عشية وضحاها صاروا من أثرياء  المدينة بل الوطن .
وجد حمّان نفسه يجلس جنبا إلى جنب مع الشخصيات ، يتجاذب معهم أطراف الحديث و ذات يوم وجد نفسه وجها لوجه مع سياسي معرف ، حزبه رمزه الشِّيح ،كل حملاته و وعوده سراب في سراب. عرض على حمّان الترشيح و وعده بالإكتساح في الإسحقاقات القادمة فوافق في الحين و انخرط في الحزب و أغدق على مَالِيَّتِه حتى غدا أهمّ عضو فيه . يموّل الجُموع و المؤتمرات و كلّ أنشطة الحزب .
نجح في الإنتخابات وصل قبّة الأمان. الحصانة جعلته يُبَيِّضُ الأموال يتلاعب بالصفقات ذاع صيته. أصبح رئيس فريق ينطق في القبّة بما لا يليق . غَيَّرَ  مِشْيَتَهُ لو رأيته حسبته بطريق تسبقه دائما بطن على شكل إبريق .
حمَّان طغى في المكان ، نسي أيام زمان. يسبّ أيّا كان أعمى بصيرته الطّغيان .
فاحت رائحة حمّان ، جور و استغلال للسلطان ، حُطَّ تحت المجهر كالفئران ، تاريخه جعل الضابط حيران .
صحيفة مملوءة بالسّواد ،تسبّب لعدّة قطاعات في الكساد ، غِشٌّ في الغذاء والدواء و العتاد . استغرب كيف أقنع من صوّت له من العباد .
التّقرير وُصِفَ بالخطير ، تُهَمٌ أغلبها فيها الرِّقَاب تطير . فهذه نهاية كلّ حقير  فلهذا الوطن رجال عندهم ضمير .
تحطّم صنم حمّان . رُمِيَ ذليلا وراء القضبان .لتبقى هذه القصة و هذا الفصل عِبْرَةٌ لك يا إنسان . و مازال في حياة حمّان ما سيذهلك عزيزي القارئ...
                              يتبع

      محمد الفرݣاني



Enregistrer un commentaire

1 Commentaires