أسود كالشّوكولا 🍫 .. بقلم الشاعرة ليندة مرداسي



أشرقَ المساء فاِنفجرت ألوانٌ مبْهِرة ،
و تناثرت شُعُعُ السّناءِ في رحابٍ معْتِمة.
لتعتلي خجْلةُ العروس وجهَ جوْنة الصّبوح....
ما أبهاها في زفّتها إلى خدرٍ مصون
توارى بأفقٍ أحمر يختبِلُ مفتون ...
جلستُ أتفرج على البهاء ,و على الغَسَقِ البديع ينثُر القَتام
و يمدُّ ستائرَه المُخمليّة على المسرح البهيج السّابح في سكون ساب ، و شرَدتُ كالمُعتاد ....
قلتُ
*أراك أيّها القاتمُ تلفُّ تماثيلا قائمةً خرساء،
أراك في عيونٍ أجفانها مسهّداتٍ على جمر الفؤاد،
ترقب فجرا يُحِلّ السّلام ...
كم أخافُ
إدمانَ صقيعَ حُضنِك الجذّاب
و وحشةَ شوارعٍ احتضنت سِنوناَ خائبات ...
كم أخاف
تمرّدك إذا حضر الحنين و تسعَّرَ الاشتياق... *
نعست نظراتي الشّاخصة في كهوف الظّلام
و تثاءبت أهدابُ أجفاني لكن لم يقوى عليها السّلطان..
أرهقَها العصيان و أرهقني الجِدال.
إلّا نبضات قلبي المتسارعة نحو الخُبُوٍّ تُثارُ
بين الفينة و الأخرى على وقع خُطَى سيقان الزمان
و إيقاعٍ أجشّ من هِنْد و هٌنام .
و إذا برشّّ لطيف يحطّ على زجاج نافذة غرفتي،
يطرق بوداعةٍ مِحراب تأمّلي ،يسرقني
إلى وشوشات شقيّة أبت إلّا اقتحام وحدتي
قالت
*لن أخاف إن غادرت أمّي غُرفتي و أطفأت
أنوارَ الأروقة الطّويلة الصّماء !!!!
أراكَ أيّها المُشرقُ في عيون
فأري المختبيء تحت ريش النَّعام ...
أراك في ظِلالٍ مازِحة تعبث بورود جُدراني 
دون اكتراث...لكنّني لا أخافك
و لن أخافَ ساحرتَك الذميمة الشّمطاء
أحبسها في خزانة الثّياب إن أزعج صراخُها أذناي ...
و أدمس  عناكبَكَ السّوداء تحت سجّادتي ناصعة البياض ...
و أختطف مصّاصَ الدّماء و أقيّده بشرائط جدائل شعري الفُتّان، و أُخرِسُ زفيَ الرياح و أنين رفاتٍ تلهو به أيدي الأشباح.. 
لن أخاف قالتها و سأنام
قريرة العين بين أحضان كتابي وارف الظلال 
فتتخلل أساطيره الممتعة شعري المنثور على أرض الأحلام   أين الضّوء لا يغادر سمائي واسعة الآفاق.. 
بسِمتُ ... 
و حنيني يتصفّحُ ماضي البريء
و قبّلت يدي الصّغيرة و تحسّستُ وجهي الجميل 
و غَفَيْت ....


ليندة مرداسي





Enregistrer un commentaire

1 Commentaires