بروز الذكاء الاصطناعي ... في غياب العقل والضمير الإنساني.... بقلم الكاتب حمدان أحمد








لا حاجة إلى ذكاء دون عقل يرعاه .. قال تعالى: بعد بسم الله الرحمان الرحيم. (ولقد كرمنا بني آدم). صدق الله العظيم. ولم يقل كرمنا المخلوقات جمعاء. لأن، الإنسان يتمتع بحاسة ذكاء أكثر قوة بالإضافة إلى بعد خياله ورؤيته الواسعة للأشياء على غرار باقي المخلوقات الأخرى .. والمتمثلة في سلالات عديدة كالحيوان مثلا، (والتي لا تحتاج إلى أكثر من تلك الفطرة المبرمجة والتي جعلها الله أن تكون دلالة مسيرتها الوجودية كغريزة مكتسبة تضمن لها سيرورة البقاء) ونحن الإنسان عكس ذلك تماما، حيث وهبنا الله نعمة لا تدرك بمخيلات وعينا في مدى حجمها العظيم والمتمثلة في العقل السوي ليصنع في كياننا و وجداننا توازن كليا حتى لا نخرج عن سياق ونطاق المنطق والعقلانية. كوننا، أخطر و أشرس المخلوقات واعقدها على الإطلاق .. والسبب في ذلك، يعود الى قدرتنا الرهيبة على تغيير الأشياء من الإيجابي إلى العكس. نضرا لما نكتسبه من ذكاء. والذكاء وحده ليس له حدودا وقد يصل إلى فتح أبواب تأدي بالعالم كله إلى ما لا يحمد عقباه. ولهذا جاء العقل لينظم هذه القدرات الذكائية ويجعلها في أغلب الأحيان خاضعة لقانون التوازنات العقلانية. وبالتالي، يكون الإنسان إيجابي أكثر. وهذا ما يجرني إلى الإعتقاد، بأننا في بداية مرحلة الخطر الذي يهدد عقول أبناءنا واحفادنا من خلال ما يجري في عالم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة بما يسمى ب((الذكاء الاصطناعي)) وهذا ما يفسر بأن الإنسان أفتقد أعظم شيء يهم كيانه الوجودي على حساب اهواءه وانانيته اللامحدودة واللامنتهية .. بعد أن اتخذ قرار التمرد على [هويته] الإنسانية والمعتقدية. وعلى شرف وجدانه الوجودي..
والذي يتمثل في العقل الباطن السوي والمنطق الضمير، بانقلابه على القيم و هجره للمباديء الأساسية التي تضمن له سيرورة الحياة واستبدل الحكمة بالفضيحة وجعل من المادة عنوانه المفضل كمشروع وهدف لبلوغه. إلى أن افتقد شعوره بالحياة كتلة واحدة وكأنه تاه عن الإتجاه أو السبيل .. إلى أن وجد نفسه في طريق عودته إلى ما كان عليه سلفا. وإلى مكانته الأولى ذلك (البشري) ذو (التفكير0 الصفري)!. نحن أمام أمر واقع صحيح أنه محتوم. ولكن، لا أحد في مأمن من هذا الأمر الذي اقتحم وجودنا بقوة الإكراه وحاز عن أكبر جزء من وقتنا وغير في سلوكياتنا و في مخيلاتنا الفكرية. ولعب دورا أساسيا في تشويه أفكارنا و في تغيير توازننا الحسي والمعنوي والاجتماعي وإلتهم عقولنا بطريقة مهولة للغاية .. وعليه، إن لم نستجب إلى واجب مسؤوليتنا بكل أبعاد ما تعنيه الكلمة في تغيير مسار هذا التسونامي بعيدا عن مسار عقول أبناءنا واحفادنا، حتما، سوف يطالنا الإعصار ويدخلنا في دوامة اللاموة واللاحياة ومن ثم الدمار والاندثار. قرار اليوم هو مستقبلنا المشترك من السلف إلى الخلف في انتقاء ما هو أسلم. وافر الإحترام.


حمدان أحمد..شرشال . الجزائر

Enregistrer un commentaire

0 Commentaires