بقلم الشاعر.. عثمان علي عثمان







في نصف الأول من الليل، لم تكن هنالك كثيراً من المارة؛ عندما خرج يتمشى في جادة الطريق.
و كان يخرج دوماً في مثل هذه الأوقات إذا ثقلت إليه سقف الآلام.
و في الشارع، كانت ثمة زوبعة تصحب معها البرد.. يبدو أن الشتاء قد شارفت بداياته.
و في الأفق البعيد، كان القمر ساطعٌ متلأْلئٌ قد أرسل خيوطه على البِقٓاعِ، لا يعكر سطوعه سديمٌ او ضباب.
وقف في منتصف الطريق و ضوء القمر يعكس صورته على الحائط ... تحسس جيب بنطاله، تذكر أنه نسى لفائف التبغ في المنزل، واصلة سيره.. يخطو خطواته بخفةٍ تام كي لا يقظ الليل من سباتها.
رأى في الحافة بائعة القهوة تجلس على مقعدها و جفنها تصارع النعاس، إقترب منها و طلب كوبٍ من القهوة التي إفتقدت سيجارة فيها!
إبتعد منها قليلاً.. ثم جلس بقرب إمرأة ترتدي ثياب ممزقة تطعم ولدها من الفُتَاتُ الطعام الذي حُظيت به في النفايات، ثم بدأت تداعبه حيناً بعد حين، و كلما ضحك الطفل تضحك هي الأخرى و كانها نست شقاوة النهار!.. أو ربما لا تتذكر ذاك البغيض الذي ركلها أرضاً عندما سولت له.
نهض واقفاً و مدت لها كوب الذي إرتشف منه رشفة واحد، مسكها و إبتسمت إبتسامة الشكر.
و مضى في طريقه قائلاً لنفسه " الحياة ستكون بسيطة و جميلة، فقط إذا أدركنا إنها لاشيء! "









Enregistrer un commentaire

0 Commentaires