خاطرة.. حُبّ . بقلم الشاعرة حنان أسعد








-حين أحبّهُ؛ أعلم أني أخاطِرُ بالصباحاتِ الباقية،وأنّ الشوقَ والأمنياتِ أحلامٌ واهية، لكنّ قلبي الضعيف لايُصغي لي،ويُسرِفُ في لَعنِ البُعد،والدّهرِ،والريحِ التي تأتي بما لا تشتهي السُّفن..
-حين أحبّهُ؛ يُزهِرُ الموتُ في روحي ربيعاً،ويُولَدُ لِلّيلِ ألفُ نهار، فأحتارُ: أَحماقةٌ ما أنا فيهِ،أم يُباحُ في الحبّ الانتحار؟
-حين أحبّه؛أشعرُ بِثِقَلِ الوقتِ حين لايذوبُ شوقاً إليه..لذلك: في المئةِ عامٍ الأولى من الحياة سأحبّهُ بصَمتٍ وانتظارٍ مُوجِع، وفي المئة الثانية سأُعلِنُ شوقي وأمدُّ يدي لألقاهُ على نجمٍ لايضيقُ بهاربَين، أما في المئة الثالثة فسأهجرهُ..لِأحبَّهُ من جديد..!!
-حين أحبّه؛أُدرِكُ كم أُتقِنُ ممارسةَ كلّ طقوسِ المماطلةِ و التسويفِ لِنسيانٍ لن يكون،فقد جرّبتُ أن أنساهُ فقُلتُ: ( سأحبّه إلى أن يعبُرَ الشتاء) فأورقَ الشتاءُ في دمي ألفَ شتاء!! ثمّ فكّرتُ أن أنساهُ وقُلتُ:( إلى أن يُخرِسَ الليلُ ضوضاءه العمياء) فتفجّرَ الليلُ حكاياتِ ليلٍ تنسُجُ الليلَ ليالٍ بلا انتهاء!! وَ .....فكرتُ أن أنساه..فتمنّيتُ بعد كلّ تلك المحاولات اليائسة لو كان لي لهيبُ صيفٍ يحصدُ الحُبَّ ويذرو بيادرَ الشوق لتُزهِرَ الصحراء..
-حين أحبّه؛يملؤني هذا الحبُّ اغتراباً،وينثرني دمعاً،لكنّه يجعل كلّ شيء فيه يُزهرُ في عينيّ نجوماً،ووُروداً،حقولاً وحدائقَ ملأى بآلامال..
-حين أحبّهُ.....تعبُرُ الفصول،وأظلُّ مع حبّه بغَيرِ أزمنة..

حنان أسعد

Enregistrer un commentaire

0 Commentaires