السعادة المهجورة .. بقلم الكاتب حمدان أحمد








هل تعلم أيها الإنسان الطيب ما هي أفضل أنواع السعادة وأجملها على الإطلاق وأين تكمن؟ إنها، السعادة الدائمة العطاء دون إنقطاع .. والمتمثلة في [تناغم الوجدان] والمصدر الأساس لبلوغ ذلك الشعور. ينبغي الإلتزام بمعادلة ايمانية والمتمثلة في: القناعة .. والرضا بقسمة الله المباركة .. والصبر .. ثم الثبات. وجعل كل ذلك سقفا لا. يرضى التجاوزات في كل الحالات. طبعا، والسعي إلى ما فيه الخير والصلاح من خلال التفكير والاجتهاد.
هذا النوع من السعادة ليس لديه شروط تقابله وما يميزه؛ طبعه البريء الشائع و المحبوب لخواطرنا. تسوده عدالة الروح و العقل و الضمير. إنه المنبع الحقيقي و الأصلي و المرجعي لتوصيف معنى السعادة بكل أبعادها و بمسمياتها المختلفة ... مثلا؛ السكينة؛ والطمأنينة؛ وراحة البال؛..الخ.

              
وهنا فقط أتكلم عن السعادة {المهجورة الموجودة لدى كل البشر في ثنايا خلقه وطبعه} والتي نحتاج إلى طاقتها لتناغم الوجدان و خيالنا الفكري وذكاءنا الفطري والمكتسب وما علينا إلا أن نغوص في أعماق أرواحنا لنكتشف مكونات هذه السعادة. ونحن الإنسان عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس الراقية؛ يتمتع بها كل كيان موجود الى جانب براكين من التراكمات المتشعبة والكثير من الآهات والصرخات المكتومة في ثنايا أحشاء نفوسنا وبعض من الشظايا المتناثرة من بقايا لبعض من المعارك فرضت علينا قصرا 
ومقدار سعادتنا مرتبط بمدى قدرتنا على صناعتها من خلال مدى رغبتنا في ذلك.. وهذا حسب فهمنا للأشياء وأهمية وجود لبعض منها في حياتنا ومن خلال أي خلفية نطمح إلى الوصول إليها ((...)) ولكن، هناك شيء مهم يجب أن ننتبه اليه. وهو، القاعدة التي تأسس عليها اختياراتنا وانتقاءاتنا للأشياء التي تناسب الرسمة الموجودة في مخيلاتنا مع واقعنا و الحياة المعاشة والنمط المفضل لدينا حتى ندرك معالم تمركزنا. وبالتالي، نكون فاعلين وليس مفعول به. وهذا الأمر كافي أن يفرض علينا نوع من الانضباط والالتزام بالتوازي وقدراتنا الحقيقية بعيدا عن الأوهام.  

هناك ما يسمى ب《شبه السعادة》 وهي عبارة عن رغبات تسودها وتطغى عليها غريزة اللذات والشهوات. وقتية ومحدودة في حدودها المادية أو المعنوية أو الطمعية. الخ.
  كلما ابتعدنا عن هذه الخلفية في تصوراتنا الفكرية والخيالية. مثلا؛ الحلم اللامحدود العوالم، والطموح المفرطة..الخ. وقمنا بمبادرة الإصلاح في الرؤى والتغيير في المسار بكل ما تعنيه الكلمة. بدءا ببعض الاسقطات لبعض من الافكار المشوهة و المشبوهة والابتعاد عن التفاهات. نكون قد قطعنا شوطا كبيرا في الوصول إلى قراءات تستدعي الوقوف عندها للتدبر والتمعن عبر أشياء كثر تفتح من خلالها لنا أبواب الرؤية الواسعة والمنيرة وتتضح لدينا الأمور على وجه من الكمال في هذا الوجود. 

إن أهمية الأشياء تتطلب منا أن نعرف مدى أثر نقيضها. وعليه، يجب أن ندرك أهمية الشيء قبل فقدانه إلى الأبد. بمعنى، السعادة؛ والرضى؛ والصبر؛ وكذلك الثبات. هم الأجدر في صنع ذلك المأوى الذي يقينا من عقاب النفس الأمارة بالسوء. والسقوط في مستنقع آلام اللوم عن الزمن الضائع والذي لم يعود أبدأ وهذا هوا الخسران الأكبر والمبين. الذي لا يقبل التعويض. والوقت، كالسيف إن لم تقطعه قطعك .
 وافر الإحترام 
 

  

السيد. حمدان أحمد..شرشال . الجزائر

Enregistrer un commentaire

0 Commentaires